مصر ترد على مزاعم تغيير بنود هدنة غزة
سماء الوطن :
أرجع خبراء مصريون في العلاقات الدولية والعلوم السياسية، تقرير "سي إن إن" عن "إجراء مفاجئ" من السلطات المصرية في بنود مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بأنه يندرج ضمن التقارير المسيسة التي تستهدف التشويش على الموقف المصري الضاغط في التعامل مع الجرائم الإسرائيلية في حرب غزة، فضلا عن العمل على تشويه جهود القاهرة في إنهاء هذه الحرب.
ويوضح مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير حسين هريدي، أن خروج تقارير مسيسة بهذا الشكل عبر مصادر "مجهولة"، الغرض منها التشويش على الموقف المصري الضاغط في التعامل مع الجرائم الإسرائيلية في حرب غزة فضلا عن العمل على تشويه جهود القاهرة في إنهاء هذه الحرب.
اتهامات مغرضة
ولفت هريدي في تصريحات خاصة لـ"إرم"، إلى أن تاريخ وحاضر مصر في إتمام الوساطات ونجاحها، تنفي هذه الاتهامات المغرضة، مشيرا إلى أن الهدف من هذه التقارير غير الصحيحة، إحداث وقيعة بن الوسطاء.
وتابع أن "مصر التي تعتبر وقف إطلاق النار أولوية قصوى، ليس لها أي مصلحة بخسارة أي طرف سواء الفلسطينيين أو قطر وأمريكا".
وشدد هريدي على أن الجهود المصرية الأخيرة في وقف إطلاق النار، أمر مشهود بها عربيا ودوليا وأمميا، وهذه المساعي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة.
ويتفق معه أستاذ العلوم السياسية، د. إكرام بدر الدين، متهما إسرائيل بالوقوف وراء هذه التقارير التي تحمل اتهامات غير صحيحة، موضحا أن هناك أهدافا عدة تقف وراء ذلك، من أهمها ما يخص الضغوط الواقعة على تل أبيب، بإعلان مدعي المحكمة الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرتي اعتقال لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، في وقت أعلنت فيه مصر دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد جرائم الإبادة من جانب إسرائيل في قطاع غزة مما أعطى للمذكرة أبعادا أخرى قانونية.
لعبة إسرائيلية
وقال بدر الدين في تصريحات خاصة لـ"إرم"، إن اللعبة الإسرائيلية بهذه الطريقة هدفها تصدير صورة للمجتمع الدولي بأن "تل أبيب" لم تمانع في مفاوضات وقف إطلاق النار وإن ما حدث ليس بيدها، وذلك في ظل جرائم قادتها القائمة في المحاكم الدولية من جهة، ومن جهة أخرى، مواقف دول أوروبية بالاعتراف بدولة فلسطين.
وكان مصدر مصري رفيع المستوى علق في وقت سابق بأنه "من الغريب استناد بعض وسائل الإعلام تطلق عليها "مطلعة" على المفاوضات الجارية بشأن التهدئة في غزة، متحديا "إن كان بالإمكان نسب ما نُشر لمصادر أمريكية او إسرائيلية" وفق ما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية".
وكانت تقارير إخبارية زعمت في وقت سابق اليوم أنّ المخابرات المصرية "غيرت في صمت" بنود مقترح وقف إطلاق النار الذي وقعت عليه إسرائيل بالفعل في وقت سابق من هذا الشهر، مما أدى في النهاية إلى إحباط صفقة كان من الممكن أن تطلق سراح الرهائن الإسرائيليين وفلسطينيين من سجون إسرائيل، وتحدد مسارا لإنهاء القتال مؤقتا في غزة