مطالب جديدة للسنوار.. هل تكون "رصاصة الرحمة" على مفاوضات التهدئة؟
سماء الوطن :
تهدد شروط رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، الجديدة للتهدئة مع إسرائيل في قطاع غزة، المفاوضات التي يديرها الوسطاء، ويمكن أن تكون بمثابة "رصاصة الرحمة" التي تُطلقها الحركة على مباحثات التهدئة، حسبما ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إن "رئيس حماس وضع شروطًا أمام الإدارة الأمريكية لإتمام صفقة الرهائن مع إسرائيل"، مؤكدين أن "السنوار اشترط الحصول على ضمانات أمريكية، بمنع إسرائيل من ملاحقته بعد إتمام صفقة الرهائن في غزة".
وأوضح المسؤولون، حسب الصحيفة، أن "هناك حوارًا تحت الطاولة مع الأمريكيين، طلب فيه السنوار ضمانات والتزام بأنه لن يصبح هدفًا للاغتيال إذا تم التوصل إلى الاتفاق"، فيما تؤكد الصحيفة أن هناك مخاوف من أن المحادثات بشأن صفقة الرهائن على وشك الانهيار مجددًا.
مطالب متشددة
ويرى المحلل السياسي، رياض العيلة، أن "السنوار، وعلى إثر اختياره رئيسًا للمكتب السياسي لحماس، تشدد بمطالبه المتعلقة بالتهدئة مع إسرائيل وبشكل خاص المطالب الشخصية"، مشيرًا إلى أن تلك المطالب تمثل عقبة من عقبات وقف إطلاق النار.
وقال العيلة، لـ"إرم نيوز"، إن "المطالب الشخصية التي يعرضها السنوار هي ذاتها التي سبق وعرضتها قيادات سياسية وعسكرية من حماس شاركت بالمفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل للتهدئة، خاصة وأن أي اتفاق يؤسس لمرحلة جديدة داخل الحركة".
وأوضح العيلة، أن "رئيس حماس الجديد يدرك أهمية الحفاظ على أمنه الشخصي بعد الحرب، خاصة وأنها ستمكنه من قيادة الحركة والتواصل مع العالم، وتخلق له مستقبلًا سياسيًّا مختلفًا عما كان عليه قبل هجوم أكتوبر".
وأشار إلى أن "إسرائيل لن تقبل فرض أي إملاءات عليها من السنوار، ما يعني أن تمسكه بشروطه للتهدئة سيكون السبب في انهيار تلك المفاوضات، ودخول إسرائيل وحماس في مرحلة جديدة من مراحل الحرب الدائرة منذ أشهر".
ووفق المحلل السياسي، فإن "السنوار بعقليته المتصلبة لن يقبل التراجع عن شروطه، خاصة ما يتعلق بسلامته الشخصية وعدم تعرض إسرائيل له"، مبينًا أنه قد يقدم أمام تلك الشروط تنازلات في ملفات أخرى، حسب تقديره.
مفاوضات متعثرة
ويرى المحلل السياسي، جهاد حرب، أنه "بات من الواضح تعثر المفاوضات الحالية بين حماس وإسرائيل بالوساطة الإقليمية والدولية"، مبينًا أن ذلك بسبب الشروط التي يسعى كل من السنوار ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتحقيقها.
وقال حرب، لـ"إرم نيوز"، إن "حماس الطرف الأضعف بهذه الجولة من المفاوضات، والتي ترغب بشدة التوصل لاتفاق تهدئة مع إسرائيل يحول دون استمرار القتال بغزة؛ إلا أن رئيسها يرى التنازل عن مطالبه خسارة كبيرة تزيحه عن قيادة الحركة في المرحلة المقبلة".
وأضاف: "السنوار يرغب بتعزيز نفوذه وسيطرته على الحركة من خلال التوصل لاتفاق يروج له بين قيادات وعناصر حماس على أنه انتصار غير مسبوق، ويعفيه من أي انتقادات داخلية بشأن قرار هجوم أكتوبر".
وأشار إلى أن "السنوار يحاول فرض شروطه على إسرائيل عبر ورقة الرهائن والمحتجزين الذين يحمي بهم نفسه من الاغتيال"، مستدركًا: "لكن إسرائيل قد تتخذ قرارًا متهورًا بالتضحية بهم في حال وصلت لمعلومات مؤكدة حول مكانه".
وزاد: "بتقديري إسرائيل وإن أعطت السنوار ما يريد وقدمت له الضمانات بعدم ملاحقته؛ إلا أن ذلك لن يدوم طويلًا وستقوم بتصفية الحساب معه في وقت لاحق، وهو السيناريو ذاته الذي حصل مع قيادات عسكرية بارزة في حماس".
وختم بالقول: "الجولة الحالية للمفاوضات لن يكتب لها النجاح إلا بتقديم طرفي القتال في غزة تنازلات هائلة، وتخفيف وتيرة شروط السنوار ونتنياهو"، مستكملًا: "دون ذلك فإن المفاوضات ستنهار، وسنكون أمام أشهر وسنوات من التوتر الأمني والعسكري في
المنطقة".