ستارلينك في عدن رسميا وبأسعار منافسة.. ضربة قاضية لمليشيا الحوثي
سماء الوطن الإخبارية
أعلن رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك رئيس شركة "ستارلينك" التي تقدم خدمات الإنترنت الفضائي أن الإنترنت عبر الأقمار الصناعية أصبح متوفرًا في اليمن الآن حيث كتب على حسابه بموقع إكس: "إنترنت ستارلينك أصبح متاحًا في اليمن" وهو ما أكدته الشركة في منشور منفصل.
وجاء اعلان ماسك، بعد شهر من إعلان الحكومة اليمنية المعترف دوليا إنهاء جاهزية إطلاق الخدمة في اليمن عبر مؤسسة الاتصالات في عدن، ودعت المشتركين السابقين لتسوية أوضاعهم فوراً.
وتعتبر اليمن أول دولة في الشرق الأوسط، تتمتع بإمكانية الوصول الكامل إلى الإنترنت عبر الأقمار الصناعية من ستارلينك.
ويعد تدشين خدمة الانترنت الفضائي من عدن، ضربة قاضية لشركة يمن نت وشركات الاتصالات التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وفتح آفاق جديد للتواصل بخدمات ذات جودة عالمية، بعيدا عن التجسس الحوثي، وتقييد محتوى النشر.
ما هو ستارلينك؟ خدمة إنترنت قائمة على الأقمار الصناعية أنشأتها شركة "سبيس إكس" التابعة لماسك، وصممت لتوفير الوصول إلى الإنترنت في المناطق المحرومة التي لا يوفرها نظام خدمة الإنترنت التقليدي. ويتكون نظام ستارلينك من آلاف الأقمار الصناعية الموضوعة في مدار أرضي منخفض، والتي يتم ربطها ببعضها البعض لإنشاء شبكة متداخلة قادرة على توفير وصول عالي السرعة إلى الإنترنت.
وتعمل الخدمة من خلال توصيل المستخدمين بالأقمار الصناعية عبر طبق هوائي يتم توصيله بجهاز التوجيه والمودم الخاصين بالمستخدم، والتي بدورها تكون متصلة بالإنترنت.
وقد توسعت الخدمة بسرعة في العديد من الدول، مما يجعلها حلاً عملياً للتغلب على مشاكل الاتصال بالإنترنت في المناطق المعزولة. خطوة مهمة وأشاد سياسيون بتدشين خدمة الانترنت الفضائي باليمن، بعد سنوات من المعاناة مع شبكة انترنت متردية وغير مستقرة، وخاضعة لسلطة مليشيا الحوثي التي تتخذها لأغراض امنية واستخباراتية.
وقال الدكتور ياسر اليافعي ان هذه الخدمة ستمكن الألاف من تحسين حياتهم اليومية، وتسهل إنجاز أعمالهم ومصالحهم التي تتطلب الإنترنت، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد.
وأضاف اليافعي، في تغريدة عبر منصة إكس، "لكن في الوقت نفسه، يجب التنبيه إلى المخاطر التي قد تواجهها في المستقبل شركات الاتصالات في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية بسبب هذه الخطوة. مع تزايد الاعتماد على خدمات الإنترنت الفضائي مثل ستارلينك، قد يصبح من الصعب على الشركات المحلية المنافسة، مما يهدد مستقبلها في السوق".
من جهته اعتبر الباحث السياسي مصطف ناجي، ان هذه خطوة في رصيد الحكومة اليمنية الشرعية الذي يمكنه وصفة بقليل من المبالغة والتذمر بشبه الفارغ من الإيجابيات. وبارك في منشوره عبر إكس لليمنيين تفعيل خدمة الانترنت الفضائي، التي سترتق ما انقطع بينهم في الداخل او بين الداخل والخارج بسبب هذه الحرب والاعتداء على مكتسبات البلاد التنموية وسياسة الاحتكار وهيمنة الحوثي على قطاع الاتصالات.
ضربة لمليشيا الحوثي ويعني تدشين ستارلينك، عدم قدره جماعة الحوثي على التحكم والحظر وتوجيه الشبكة وفق توجهات الجماعة، بالإضافة للجانب الامني والاستخباراتي والمعلوماتي ستلغي سلطة الحوثيين على المعلومات.
وفي وقت سابق، منعت جماعة الحوثي المواطنين في مناطق سيطرتها، من استيراد وشراء واستخدام أجهزة الإنترنت الفضائي "ستارلينك". وفق بيان صادر عن وزارة الاتصالات في الحكومة غير المعترف آنذاك، حذرت فيه من أعمال البيع، وشراء، وتداول، واستيراد واستخدام، تجهيزات "ستارلينك" أو أي شركة أخرى تقدم الخدمات الساتلية غير المرخص لها من الوزارة. حد زعمها.
وهددت جماعة الحوثي، كل من يقوم ببيع واستخدام وتداول ستارلينك بـ"المساءلة القانونية وكذا الملاحقة الأمنية"، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية الصارمة ضد من يقوم باستخدام تلك الشبكات المشار إليها، ومصادرتها".
يعتبر باحثون ان هذه التهديدات التي يطلقها الحوثيين ضد مستخدمي "ستارلينك" هو خوفا من نقص إيرادات قطاع الاتصالات الحيوي، أكبر قطاع ايرادي يغذي الجماعة ماديا. وجاء إطلاق خدمة الانترنت الفضائي في اليمن، لسحب سيطرة الاتصالات من سلطة مليشيا الحوثي، بالتزامن مع حظر شركة "يو" ام تي إن سابقا، الخاضعة لسيطرة الحوثي من مزاولة نشاطها في العاصمة عدن وبعض المحافظات المحررة. وذلك في إطار جهود مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة لمواجهة تداعيات سيطرة جماعة الحوثي الإرهابية على قطاع الاتصالات والإنترنت في البلاد والذي خلف الكثير من المشاكل على الجبهات الاقتصادية والأمنية والعسكرية.