سكان غزة.. بين الوحشية الاسرائيلية وانتهازية حماس وايران

سكان غزة.. بين الوحشية الاسرائيلية وانتهازية حماس وايران

سماء الوطن/خاص :


منذ نشوب احداث السابع من اكتوبر الماضي تزداد وحشية الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة مخلفة آلاف القتلى والجرحى ووضع انساني كارثي بحسب منظمات دولية.
وتبرر اسرائيل تلك الجرائم الوحشية بأنها ردة فعل على عملية حماس التي خلفت نحو 1400 قتيل وجريح اسرائيلي من الجنود والمدنيين.
بينما ترى الامم المتحدة وعدد من البلدان والمنظمات انها جرائم غير مبررة وان حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني.
وتتضارب المعلومات والتحليلات حول الداعم الاكبر لهذه العملية بينما يبقى الغموض سيد الموقف.
وترتبط حماس فكرا وتنظيما بتنظيم الاخوان منذ سبعينيات القرن الماضي  لاسيما مع توتر  الخلاف المتصاعد  مع حركة فتح منذ عقود.
كما تتلقى الدعم الايراني بالسلاح والمال  منذ تفردها في السيطرة على القطاع في العام 2007.

وضع كارثي

يمر  سكان قطاع غزة منذ بداية القصف والحصار الاسرائيلي لوضع انساني كارثي غير مسبوق.
حيث تم منذ اليوم الاول قطع الكهرباء والماء الوقود مع قتل بالجملة وقصف هسيتري للمباني والمنازل والمستشفيات والمنشئات المدنية.
وتقول المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان فرانشيسكا ألبانيز  انه من المستحيل وصف ما يعانيه سكان غزة الآن الذين ما زالوا يواجهون القصف المتهور، بمتوسط ستة آلاف قنبلة أسبوعيا.
وتضيف الوضع كارثي هناك بالفعل  آلاف قتلوا، 40 في مائة منهم من الأطفال، وأكثر من نصف سكان غزة مشردون.
تم استهداف المدارس والمستشفيات، وبالإضافة إلى كل ذلك، تم تشديد الحصار لأن القادة الإسرائيليين، بطريقة أو بأخرى، يُحمـّلون جميع الفلسطينيين في غزة المسؤولية ويعاقبونهم جميعا على ما تفعله حماس والجماعات المسلحة الأخرى.
واصفة أن الوضع الإنساني يتجاوز الكارثة، وقد كان صعبا بالفعل قبل هذه الأزمة أنه على الأمم المتحدة أن ترفع من مستوى قدرتها على التدخل الآن.

وحشية غير مبررة

وتابعت فرانشيسكا ألبانيز :نحن نتحدث عن قوة احتلال  إسرائيلية  في مواجهة الفلسطينيين ولا توجد دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.
مشيرة الى ان ما انبثق من غزة لا يمثل الشعب الفلسطيني سياسيا إذا، لم تكن دولة فلسطين هي التي تهاجم دولة إسرائيل.
مؤكدة أن الاحتلال كان أداة للاستعمار والوحشية والاعتقال والاحتجاز التعسفي وتنفيذ عمليات إعدامات بإجراءات موجزة (دون اتباع الإجراءات الواجبة) ضد الشعب الفلسطيني.


لا تمثل الشعب الفلسطيني

يزداد التنديد الدولي مع تزايد الوحشية الاسرائيلية على قطاع غزة.
وحملت دول ومنظمات اسرائيل وحماس قتل المدنيين على الجانبيين مؤكدين ان حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني.
وفي 26 من أكتوبر الماضي  قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، بيتر ستانو، في تصريحات إن هناك “تركيزا أساسيا” لدى قادة دول الاتحاد، “لإقامة ممرات إنسانية آمنة”، بغية إدخال المساعدات إلى المدنيين في قطاع غزة، مشددا على أن حماس “لا تمثل الفلسطينيين”.
وأضاف ستانو: “هدفنا في الاتحاد الأوروبي إنقاذ الشعب الفلسطيني”، مشددا على أن حركة حماس التي تسيطر على القطاع منذ نحو 16 عاما “لا تمثل ذلك الشعب”.

تزايد المعاناة

وكان أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد ادان قتل المدنيين في غزة، واستنكر التقارير التي تفيد بأن ثلثي القتلى من النساء والأطفال.
وأشار الأمين العام إلى أن القانون الدولي الإنساني يضع قواعد واضحة لا يمكن تجاهلها. وشدد على أنه "ليس قائمة انتقائية ولا يمكن تطبيقه بشكل انتقائي." وشدد على ضرورة التزام جميع الأطراف به، بما في ذلك مبادئ التمييز بين الأعيان المدنية والعسكرية والتناسب في العمليات واتخاذ الحذر والإجراءات الاحترازية.
وضاف انه مع فقدان الكثير من الأرواح الإسرائيلية والفلسطينية بالفعل، فإن هذا التصعيد لا يؤدي سوى إلى زيادة المعاناة الهائلة للمدنيين".

الاخوان وفلسطين

يعود اهتمام تنظيم الاخوان بالقضية الفلسطينية (واستغلالها لاثارة مشاعر العالم العربي والاسلامي ) الى منتصف القرن الماضي.
وأتى ذلك عقب تطور الاحداث في المنطقة ونكبة 48 وايضا مع توتر علاقة التنظيم مع الحكومة المصرية في الخمسينات.
حيث اتخذ الاخوان مساران احدهما سياسي ديني في الضفة الغربية والاخر مسلح في غزة.
ففي العام 1960 تبنى التنظيم موقفًا معارضًا من قيام حركة فتح متخذين قرارًا رسميًا بعدم تبني مشروعها لأنه يختلف تمامًا عن مشروع الإخوان.
وعلى اثرها تم تشكيل حركة حماس بنهج وفكر اخواني وبقيت العلاقة متوترة ومتصاعدة مع حركة فتح الى الوقت الراهن.

 

وترتبط حماس بتنظيم الاخوان فكرا وتنظيما وتجمعمها عوامل عدة بحسب الباحث بمركز الاهرام للدراسات السياسية محمد جمعة.
وكانت الحركة قد شاركت الاخوان في عدد من المناسبات والاجتماعات ابرزها اجتماع الدوحة  الذي دعا اليه التنظيم في العام 2016 بحضور يوسف القرضاوي وراشد الغنوشي.
وبحسب معلومات فإن مجلس الشورى لحركة حماس يضم عدد من قيادات الاخوان ، بينهم ثلاثة قيادة تنظيم مصر.