عبدالله القحطاني يكتب: إيران لن تخوض أي حرب دفاعاً عن مليشياتها بالدول العربية

عبدالله غانم القحطاني
ليس هناك حرباً شاملة كما يروج له الغرب وإيران..
لكن ماهو المقصود بالحرب الشاملة؟!..
إبادة غزة وعموم فلسطين غير مزعج للغرب وإيران ..
علينا الحذر بدول مجلس التعاون الخليجي من تجنيد داعش للشباب في ضوء الحرب على غزة، الشباب يتعرض لشحن عاطفي هائل بالدعاية الكاذبة حول الجهاد دفاعاً عن الإسلام..
إنهاء دور حماس السُّنية لا يشكل خسارة للحرس الثوري، لكنه مؤشراً خطيراً لبقية الميليشيات الشيعية..
تدخلت إسرائيل عملياً في العمق الإيراني على مدى سنوات طويلة، إلى نهاية عام 2022م ، وقتلت في شوارع طهران علماء ذرة وغيرهم من الذين يعملون في البرامج النووية، وأشعلت الحرائق مجهولة الفاعلين في أكثر من مصنع ومدينة إيرانية، وأستولت على آلاف الملفات المعلوماتية والتقنية الإيرانية ونقلتها إلى تل أبيب، وهاجمت مئات القوافل البرية المسلحة العابرة للعراق وسوريا نحو لبنان ودمرت مئات المواقع المسلحة الإيرانية بسوريا وقُتل بها مئات العسكريين الإيرانيين، وفي المقابل لم ترد إيران عسكرياً مباشرة كدولة على إسرائيل أبداً، وكل ما فعلته هو التهديد بالرد المؤجل، لكنها رفعت مستوى تجهيز وجاهزية ميليشياتها المسلحة بلبنان وغزة وصنعاء والعراق وسوريا، ثم كان الرد الإيراني الكبير والمؤثر في صباح يوم السابع من أكتوبر عام 2023م، تحت مسمى "طوفان الأقصى" والتوقيت هنا جاء متأخراً، لكنه إيرانياً مدروساً بعناية لكي يعيق أي تقدم لمفاوضات السلام وإنهاء حالة العداء والحروب والإستعاضة عن القتل اليومي للفلسطينيين بلا نتيجة بفلسطين مزدهرة وصناعية وسياحية ومصدراً للطاقات البشرية المدربة في شتى التخصصات لكل دول المنطقة والعمل في ضوء ذلك على قيام دولة حقيقية فلسطينية، ولو تصورنا حدوث هذا السلام ومخرجاته فللقارىء المحترم تصور هل ذلك في مصلحة محور الأشرار أم يهدم كل مشروعهم الذي يتخذ القدس شعاراً للجهاد الكاذب بينما المحور يدمر الحياة بأربع عواصم عربية ويمزق سوريا ويتخذ قرار الحرب والسلم في لبنان؟.
والحال كذلك بناءً على تجارب وأحداث وضربات تلقتها إيران بعمقها ولم ترد، فمن باب أولى أن لا تدخل إيران بأي حرب مع إسرائيل لأجل حماية ذيولها وعملاءها ومرتزقتها بالدول العربية، نحن أمام ازمات وكوارث حقيقية آخرها هذه المجزرة بغزة التي خططها قائد محور الأشرار ونفذتها منظمة مسلحة هوجاء لم يعد لها أي قرار، لتقوم دولة الإحتلال الإسرائيلي بالإنتقام وإبادة شعب غزة البريء المحاصر الفقير الجائع الذي ليس له اي علاقة بطوفان المحور يوم السابع من أكتوبر.
لقد عجزت إسرائيل حتى اللحظة في التغلب على مقاتلي القسام تحت الأرض، في أدغال شبكة أنفاق معقدة وواسعة، عبارة عن مدينة بنتها إيران تحت سطح غزة وهي تعتبر الثالثة عالمياً كشبكة أنفاق بعد أنفاق كوريا الشمالية وإيران، وفشل إسرائيل هذا واقعي لأنه مبني على قصور مخابراتي خطير وعلى ضعف قيادي أعلى في الجانبين العسكري والسياسي ليس وليد اللحظة بل بدأ منذ إغتيال رئيس الوزراء الأسبق الجنرال إسحق رابين.
اليوم لا يجب التوقف كثيراً عند تهويل المحور والولايات المتحدة من إتساع دائرة الحرب لتصبح حرباً شاملة وخطيرة كما يزعمون.. ولكن هل يمكننا قبل ذلك معرفة ماهو المقصود، وماهي ساحة الحرب المحتملة في حال إتساعها كما يخوفون المنطقة وشعوبها؟.
أولاً خارج نطاق غزة قصدهم الحقيقي بتوسع دائرة الحرب "شاملة" هو مواجهة حزب الله بلبنان والحشود الشيعية بالعراق وفي صنعاء وسوريا (.). وليس القصد من جانبهم الدخول في حرب مع مصر أو السعودية أو الأردن أو الصومال ولا حتى إيران أو الشيطان.
والواقع الذي يشهد له الماضي والأحداث والوقائع، أن لا أمريكا ولا إسرائيل، وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا يريدون غياب أياً من الميليشيات الشيعية التابعة لإيران، وإلا لأستقرت الدول العربية وأنصرفت للبناء والتنمية والصناعة والإزدهار ولأصبحت إيران بلا مخالب ومرتزقة من العرب، ولأنتهت حكاية جاك الذيب طردنا الذيب.
وما منظمة حماس في مفهوم قيادة محور الأشرار إلا فصيل سُني منشق ومرتزق، تم إستخدامها بنجاح وغيابها غير ماسوف عليه لكنه نذير شؤم في نفوس بقية المحور، فقد يكون هناك توجه لهزيمة بقية الميليشيات الشيعية ذات القيمة لإيران وهذا لم يتضح بعد، ومع أن حشد القوات الإمريكية بالمنطقة هو لحماية إسرائيل فقط من أي مفاجأة خطيرة منسقة قد تهزمها، إلاّ أن هناك إحتمال ضعيف بأن يكون الهدف بعد حماس التي أنتحرت بغباء، هو تصفية قوة حزب الله والحشد الشيعي العراقي وتغيير واقع سوريا سياسياً وأمنياً. هذا الإحتمال قد يتحقق إذا كان له أساس كقرار سري يبدأ باستدراج متدرج لمخالب إيران حتى يكتمل الإستعداد الإمريكي لضمان النجاح بعد إنهاء دور حماس السياسي، ولكن يصعب تخيل حدوث هذا السيناريو في ظل تقاطع مصالح غربية روسية أوروبية إسرائيلية عند نقطة أهمية بقاء ثورة إيران وميليشياتها كمصدر للحروب والقلاقل والقتل والتخريب والتوترات بالدول العربية وخلجانها وبحارها ومضائقها ومجالاً للتنافس والمناكفة فيما بين هذه القوى العالمية التي أصبح مستوى قادتها اليوم أضعف من مستوى قادة ميليشيات إيران، بإستثناء الرئيس بوتين الذي لا يزال يزرع لهم ألألغام فيأتون إليها مهرولين ويبدو أنه يتغلب عليهم بأرض أوكرانيا وقد يزرع المزيد بأوروبا.
أخيراً من الملاحظ أن تيار الإخوان حليف وعضو محور الأشرار يشن حرباً ضروساً دعائية هدفها التشوية وتأليب الشعوب من خلال التطبيقات الإجتماعية المختلفة ضد المملكة والإمارت ومصر بشكل خطير، وأعتقد أنه أستطاع إستعطاف الكثير، خصوصاً من كبار السن والذين لم يستوعبوا اللعبة السيئة كاملةً ضد بلدانهم، فاقنعوهم بالرسائل الدينية والعاطفية والمزيفة بأن حماس تخوض حرباً جهادية دينية إسلامية هدفها الدفاع عن العقيدة والإسلام وعن المسلمين!، والخطورة هنا تكمن في تأثير هؤلاء على أفكار أبناءهم وعوائلهم ومن حولهم الذين قد يصبحوا صيداً سهلاً ومشحوناً، فيستهدفهم تنظيم داعش ويجندهم وينشط مجدداً بدولنا الخليجية العربية ومصر.
وبالمناسبة داعش هو إبن القاعدة، وإبن عم حزب الله وحماس والحوثي والجهاد وحشد العراق الشيعي وبقية العناقيد التي تحمل نفس الكراهية والحقد ضد السعودية ومجلس التعاون الخليجي ومصر العربية.
ليس هناك حرباً شاملة بالمعنى اللفظي، بل هناك فشلاً دولياً غربياً وشرقياً متعمداً يؤيد بقاء إرهاب المنظمات المستعربة التابعة للحرس الثوري بالمنطقة العربية، هذه التنظيمات تخدمهم وتلتزم بشروط وقواعد الإشتباك السرية، وحين أستغفلوا البلهاء بحماس السُنية، ورطوها، والنتيجة نراها على الشاشات أمامنا ، وماخفي أعظم والقصة لم تكتمل.
نقطة: لست كاتباً يعتني بجمال النص الأدبي واللغوي. أضع رأيي كما هو دون مراجعة وتدقيق من أحد.
*سياسي سعودي
ما هو رد فعلك؟







التعليقات (0)
تعليقات الفيسبوك