عبدالله القحطاني يكتب: لماذا لا تتسع حرب غزّة قليلاً لإنقاذ لبنان؟

عبدالله غانم القحطاني
تنسيق هجمات النفاق الصاروخية سياسة تخدم الإرهاب ومنظماته!.
لماذا ألمانيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا، يرون حماس منظّمة إرهابية، بينما يدافعون عن بقاء حزب الله ببيروت وجماعة الحوثيّ بصنعاء؟!.
في أقل من دقيقة، الرّئيس الأمريكيّ السّابق "ترمب" يفضخ تنسيق وإدارة عمليات الحرب وصواريخ الإرهاب بالمنطقة بين أمريكا وإيران!. فهل نستنتج أن جميع حروب إسرائيل السّابقة ألتي دمّرت لبنان وقتلت مواطنيه كانت مُنسّقة مع إيران وحزب الله وأمريكا، بما فيها حرب 2006م!.
لقد بلغ حد النّفاق بحكومات الغرب وروسيا في التّعامل مع الميليشيات الإرهابيّة وتحديداً الشّيعيّة التّابعة لإيران بمنطقتنا العربيّة مستوىً لا يمكن لعقل تحمّله. حماس نعتوها بالداعشية، فماذا عن حزب الله أليس هو جدير بصفة الدعشنة، الم يقتل أضعاف من قتلتهم القاعدة وداعش؟!. داعش لم تهاجم إسرائيل قط!.
في غزّة لم تمنع الولايات المتّحدة الأمريكيّة شن إيران وإسرائيل وحماس الحروب ضدّ شعب القطاع منذ 15 عاماً، ولم توافق اليوم على وقف هجوم #إسرائيل البربري، هل لأن الضّحية هنا شعب عربيّ أعزل غير مسلّح ودينه الإسلام، وحماس الّتي أختطفته هي بالنّهاية منظمة سُنيّة لكن متحالفة مرحليًا مع طهران، ومن مهامها إفشال وحدة الصف الفلسطيني والإنقلاب ضدّ السّلطة الوطنيّة بتأييد وموافقة ودعم إسرائيلي - إيراني على حدّ سواء!، وقد قامت بالدور كاملاً، فهل أنتهى دورها اليوم أم يتم تغيير جلدها بآخر إخواني مائع؟.
في الوقت نفسه تعلن إسرائيل أن حزب الله الإيراني بلبنان عدو كمنظمة إرهابية مسلحة، ومع ذلك لم تشنّ الحرب يومًا ضدّ القوة العسكريّة لهذا الحزب بمستوى ما تتعرّض له غزّة اليوم من قتل، وحماس من تدمير واستنزاف لمخزون أسلحتها ومحروقاتها من عمق الأنفاق.
وفي كلّ حرب تشنها إسرائيل كردّ فعل على هجمات الحزب الشّيعيّ الإيرانيّ بجنوب لبنان، تقوم بتدمير البُنى التّحتيّة والسّطحيّة الوطنية لجمهورية لبنان وتقتل المواطنين الأبرياء دون المساس ببنية الحزب الإيرانيّ الّذي يختطف سلطة الدّولة اللّبنانيّة كما فعلت حماس ضد السلطة بغزّة!.
هل هذا استخفاف بعقول وحياة العرب وقتلهم على الهويّة والانتماء والمعتقد وبما يخدم مصالح ومشاريع الغرب وإيران وإسرائيل وروسيا؟!. نتمنى أن نسمع الإجابة من الرئيس ترمب متى ما قرر فضح المزيد من سياسة التنسيقات!.
خلال كتابة هذا المقال، ظهر على شاشة قناة العربيّة خبر منسوب لوزير خارجيّة أمريكا "بلينكن"، يقول لا يمكن أن يكون الوضع بغزّة بعد 7 أكتوبر كما كان قبله!.. والله فهمنا ذلك يامعالي الوزير، ونحن نشاهد التّدمير والقتل والتّهجير على قدم وساق، والعالم يشهد بأن إسرائيل تقتل المدنيين وإيران تفاوض على الرهائن!، وندرك أن مؤشرات هذه الحرب المأسوية تقول أن حماس لن تحكم غزّة بعد عمليّة طوفان الأقصى، لكن ماذا عن حزب مسلح إرهابي بالقرب من #حماس تصنفونه على أنّه عدو لإسرائيل وتعلمون أنّه يختطف الدّولة والشّعب والقرار والسّيادة بجمهورية #لبنان ويُصدّر المخدّرات للعالم ويتاجر بها بالقرب من حدودكم الجنوبية؟!. كيف نفهم كلّ ذلك، أم أنها ضمن بواطن وأعماق التّصريح الفضيحة للرّئيس #ترمب ، وكشفه بعض قواعد اللّعبة؟.
ولفخامته الشّكر على شجاعته من خلال هذا الفضح الصّريح بغضّ النّظر عن سياسته الحقيرة التي اعترف أنّها كانت تنسيقيّة مع طهران لإطلاق الهجمات الصاروخيّة الإيرانيّة (18 صاروخًا) مُتفق على سقوطها كثأر إيراني إعلامي دعائي في مواقع جرداء بالصّحراء لا تلحق الضّرر بالقواعد الأمريكيّة في #العراق وسوريا!، لغرض الخداع والضحك على عقول الرعاع أتباع المقاومة من الشيعة والإخوان. يا للعار على هكذا محاربة إرهاب!.
إذًا، هل علينا أن نفهم بأنّ كلّ الهجمات الجوّيّة والصّاروخيّة الإسرائيليّة ضدّ بعض المواقع بسوريا هي منسّقة مع #إيران ومع بشّار الأسد ومع حزب الله!، هل يوجد تفسير آخر غير هذا، وهل يمكن يافخامة الرئيس أن نستنتج: أن مسيرات وإرهاب الحوثي ضد المملكة و #الإمارات، والقلاقل المفتعلة بالبحرين قبل ذلك كانت منسقة مع حماس وإيران والحوثي والأسطول الخامس وخلايا الأشتر والحشد الشيعي بالعراق، وبتمويل من دولة "س" "ص"؟!.
هل يفهم مثقفي العرب العقليّة الإيرانيّة والغربيّة وكيف يرون هُم عقلية العربي؟..
الملفت المضحك، أن فرنسا وعموم أوروبا وروسيا بجانب الولايات المتحدة الأمريكيّة، يطمئنون طهران وأتباعها في كلّ يوم مرتين في ضوء تدمير غزة بأنّه لا يجب توسيع نطاق الحرب خارجها، والمقصود حرفيًا هو عدم إنهاء دور الحزب الإيرانيّ الشّيعيّ بلبنان ودور قائده حسن نصر الله، وأن لا تدمّر مخازنه وقادته ومؤسّساته وبنيته السّطحيّة!. هذا هو المقصود حتّى الآن. أليس هذا عار ونفاق يقال علناً بكلمات معيبة ومكرّرة.
أكثر من 60 دولة تقودها الولايات المتحدة لشن الحرب ضدّ تنظيم داعش الإرهابيّ بالشّام والعراق، هذا جيد ومعلن، وقد أعاق داعش مرحليًا وقتل كثير من قادته الإرهابيين. لكن المصيبة أنّ إيران وإسرائيل وأمريكا ودول أوروبا، بنفس المنطقة متوافقين لتدمير غزّة وتصفية قوة حماس وإنهاء سلطتها، وبالطبع إيران هنا تتقاطع وتتوازى مسارات مشاريعها التّخريبيّة بالتنسيق مع بقية المنافقين على قاعدة ما صرّح به الرّئيس دونالد ترمب.
أفلا يستحق لبنان المعذّب وشعبه المحترم وثقافته، جهد منسّق ولو نفاقاٌ، لإنقاذهم من حزب إرهابيّ مسلّح، حزب مجرم يصنع ويهرب المخدرات، وله سوابق وخبرة بالجريمة المنظمة؟!.
لقد فهمنا لعبة التّنسيق التي أكّدها السيد ترمب، أفلا يُمنح لبنان فرصة تنسيقيّة واحدة لكي ينعتق شعبه المسالم، الموجوع بإرهاب وهيمنة وطغيان حزب الله، الذي هو المعلم والموجه لحماس والحوثية وكل المنظمات المتطرفة بالمنطقة من الضّاحية الجنوبيّة لبيروت، أم أن إعلان حسن نصر الله براءته من غزوة حماس يوم ٧ أكتوبر مجرّد تمويهًا مُنسقًا أيضًا بين المجموعة إياها؟!.
إيران لن تخوض أي حرب عسكرية حقيقية مباشرة مع إسرائيل والولايات المتحدة حتى وإن أُحرِقت جميع حشودها الشيعية والإخوانية بالمنطقة #العربية من صنعاء إلى دمشق وبغداد مروراً بفلسطين ولبنان، فكل هؤلاء تعتبرهم إيران مجرد مرتزقة، وعملاء جندتهم بالأموال وسلّحتهم كمخربين لمصلحتها وتعلم أن دورهم سينتهي يوما ما. وكل ما تقوله هو #إرهاب كلامي وإعلامي وتخويف بإشعال المنطقة والعالم لكنها أعقل من ذلك بكثير وتعلم أن الحرب المباشرة تعني نهاية حكم الثورة وفناء قادتها.
لبنان يستحق أن يُخلص من حكم منظمة إرهابية صُنعت بتوافق وتنسيق قديم كما يبدو، وحان وقت إنهاء دورها كما يُفعل بحماس حالياً.. ولا يجب مهاجمة مواطن لبناني واحد أو المساس بمؤسسات لبنان. ولايجب أن يُسمح للمحتل الإسرائيلي المجرم بارتكاب المزيد من المجازز الإرهابية في فلسطين ولبنان.
لا لتنسيق الإرهاب فيما بين إيران وميليشياتها من جهة وبين الغرب وإسرائيل من جهة أخرى.
*سياسي سعودي
ما هو رد فعلك؟







التعليقات (0)
تعليقات الفيسبوك